عنوان مركز الإصغاء و المساعدة بصفاقس

الهاتــف:74679082

26203504

الفاكس:74 679 083

العنوان:طريق قابس كم 10، منتزه طينة، ص- ب عدد 50 طينة الجديدة، 3084 صفاقس

البريد الإلكتروني:antidroguesfax@gmail.com

الثلاثاء، 10 مارس 2015

إدمان المذيبات..استنشاق للموت



تعد مشكلة إدمان استنشاق المواد الطيارة المنبعثة من البنزين، الغراء، المذيبات، الأصباغ، البخاخات
 (ألغاز الموجود بالقداحات، ماسح الأحذية )من أخطر المشكلات التي تواجه أطفالنا و شبابنا الآن.

الفئة الأكثر عرضة لإدمان المذيبات
  
 يجب التفرقة بين ثلاثة أنواع من المدمنين
1 الأولى  التي تجرب فقط،
2 الثانية  التي تجرب لفترة مع الأصدقاء
3 الثالثة  المعتمدون كليا و الذين يستنشقون الغازات والمذيبات بشكل منتظم ولمدة طويلة
أي طفل يمكن أن يدمن على هذه المواد الخطرة سواء كان من بيئة فقيرة أو من أسرة غنية، لأن الأمر في بعض الحالات قد يعود لأسباب متعددة
           عقوق للوالدين،
           رفض للمجتمع وللأسرة
           تجريب المخاطر لإثبات الرجولة
           اقتحام عوالم غريبة.

 نادرا ما تحدث المشكلة قبل سن الحادية عشرة من العمر، وتصل إلى ذروتها ما بين سن الـ 13- 15 سنة.
وعلى الرغم من أن أغلبية هؤلاء المدمنين الصغار تحت سن العشرين إلا أن بعضهم يستمر في تلك العملية المخيفة لسنوات طويلة،
 وغالبا فإن مدمني استنشاق المذيبات تكون لديهم مشاكل أخرى نفسية واجتماعية وصحية مصاحبة لعملية الإدمان أو سابقة لها.

مدى خطورة المذيبات 

المذيبات والغازات مخدرات وعقاقير تؤثر على الجسم والعقل معا لان تلك المذيبات ليست للاستخدام الآدمي، بل لها أغراضا صناعية ومنزلية بحتة،  و معظم تلك المذيبات والغازات ما هي إلا مجموعة من الكيماويات المختلفة من الصعب تحديد مصدر الخطر القاتل فيها.
إن تأثير استنشاق تلك المذيبات والغازات شبيه بتأثير الخمر عندما تذهب بالعقل، لكن تأثير الاستنشاق يكون سريعا جدا بالمقارنة بغيره، لأن المادة الطيارة تدخل من الرئتين إلى مجرى الدم دون أن تمر على المعدة مما يحدث الانسمام للمتعاطي بسرعة دون أن يحس، ويزول هذا الأثر أيضا بسرعة،
ومن ثم لكي يستمر المدمنون في الإحساس بالنشوة الزائفة يضطرون إلى الاستمرار في الاستنشاق، فإذا توقفوا فجأة لأي سبب فستظهر عليهم أعراض الانسحاب بما فيها من تهيج واضطراب، وستنتابهم الهلاوس، بمعنى رؤيتهم لأشياء لا يرونها أو لا يرون ما أمامهم، أو يخطئون فيما يرون
إن استنشاق تلك المواد يؤدي إلى الهياج الذي بدوره يؤدي إلى أفعال خطرة تتسبب في الحوادث والإصابات والموت، خاصة إذا كان المكان الذي تمارس فيه طقوس الاستنشاق ذا خطورة خاصة

ان مسألة استنشاق الغازات تشكل سلوكا غريبا فالمدمن قد يلجأ إلى أماكن مختفية بعيدا عن العيون كالأماكن الخربة، الشواطئ المتطرفة وغيرها بكل ما تحمل من مخاطر في حد ذاتها
. إن مدمني المذيبات قد يكون سلوكهم غريبا وخطيرا في آن واحد. كماأن هذه المواد تتسبب في أضرار جسدية عندما تحدث تكون بالغة الخطورة وتستهدف في تأثيرها الضار: الكبد، الكلى، نخاع العظام والجهاز العصبي
إن الانسمام بالمذيبات يشكل خطورة لا حد لها، لأن تجربة المدمن تكون جديدة، ولأن المواد المستخدمة تتكون من أكثر من عنصر، ومن هنا نجد أن المدمن يختنق وقد يفقد الوعي، وقد يموت اختناقا بألقيئ الذي يسد الممرات التنفسية والرئتين مؤديا إلى الوفاة
أن المذيبات تسبب نوعا من الحساسية الزائدة لهرمون الأدرينالين الذي يرفع ضغط الدم ويزيد من دقات القلب ويزيد كذلك من نشاط الجهاز العصبي
إن استنشاق هذه المواد من الممكن أن يكون قاتلا فعلا، فالموت المحقق يحدث نتيجة
  
1 الحوادث التي يمر بها المدمن أثناءألتعاطي
2 ألاختناق نتيجة انغلاق الممرات الهوائية
3 نتيجة انحسار نسبة الأكسجين
4 تاثيرالمادة ألمستنشقة مباشرة على القلب فتسبب في الموت
في الأحوال العادية يزيد نشاط الأدرينالين في ظروف معينة مثل أداء مجهود عند الجري بسرعة، والخوف الشديد، ومن ثم ينصح بعدم تعقب مدمني استنشاق الغازات بالعدو خلفهم بعد تعاطيهم للمخدر
كما أن بعض تلك الغازات و بالتحديد تلك الموجودة في القداحات (الولاعات) والبخاخات تبطئ من عمل القلب خاصة إذا رشت مباشرة داخل الفم، ومن المعروف أن كثيرا من حالات الوفاة الناتجة عن استنشاق الغازات تصنف تحت اصطلاح (موت الاستنشاق المفاجئ)

لكن لماذا يدمن هؤلاء على استنشاق تلك المذيبات والغازات؟

 1 لأنها رخيصة والحصول عليها أو سرقتها أمر سهل نسبيا
 
2 من الممكن أن تكون بديلا عن الخمر أو المخدرات المعروفة
 
3 صغار السن يعدونها متعه ونشاطا جديدا غريبا خاصة عندما يتم ذلك في مجموعات
يفضل بعض الأطفال والمراهقين تجربتها من باب الإثارة المتوقعة رغم عوامل الخطر التي قد تضيف إليها طعما خاصا
 
 5  أحيانا ما يكون استنشاق الغازات بالنسبة للأطفال والمراهقين وسيلة للبحث عن شعور جديد وغريب، جسدي، ونفسي، واجتماعي
6 يستنشق البعض تلك المواد لتلبية دعوةالأصدقاء والرفاق إلى تجربتها
 
7 على الرغم من أن الهلاوس التي تصاحب  استنشاق الغازات قد تكون خطيرة ومخيفة إلا أنها أحيانا ما تكون متعة زائفة وخاصة، ووسيلة للهروب من العالم الحقيقي بكل مشاكله ولو حتى لوقت قصير
وقد يتمكن بعض المدمنين من التحكم الجزئي في هلاوسهم بمعنى تركيب خيالاتهم الخاصة وأحلامهم الفردية عليها
تشكل ظاهرة استنشاق الغازات نوعا من الحل الوهمي لمشكلات الواقع وصراعاته

ما هو السبيل لتفادي المشكلة والحد من انتشارها؟

إذا حددنا الهدف بالإقلال قدر الإمكان من عدد الذين يبدؤون استنشاق الغازات لاستطعنا خفض درجة الإصابات الحوادث التي تنجم عن مثل هذا النوع من الإدمان
وهنا يبرز الدور الأكبر للجانب التعليمي والإرشادي في المدارس على اختلاف مستوياته، وفي الجامعات ، وفي كل مراكز تجمع الشباب

إن تعليم الناس وتوعيتهم بأخطار المخدرات والغازات والمذيبات، يجب أن يكون ضمن البنية الأساسية لمناهج التعليم بشكل تلقائي وعادي، لا موسمي ورد فعل لانتشار عرض معين، أو لخوف فجائي، أو حتى لنشرة سريعة قد تصل من منظمة الصحة العالمية مثلا. تعليم الطلاب لا يكون بحشو أدمغتهم بالمعلومات، لأن مثل هذا الأسلوب أثبت قلة فاعليته وعدم جدواه
إن على المدرسين و المتدخلين أن يحتكوا مباشرة بالشباب، وأن يتعاملوا معهم عن قرب، ويتحدثوا إليهم عن مشاعرهم وأفكارهم وآرائهم بخصوص المخدرات والمذيبات والسبيل إلى حماية الجيل من هذا إلخطر، وتعليمهم رفض إغراءات رفاق السوء، وتوضيح أن مسألة الإثارة وتجربة المشاعر الغريبة أمور زائفة مرضية تنتج عن إساءة استخدام
من ناحية أخرى يجب تعليم أولادنا كيفية التفكير إيجابيا، بمعنى التركيز على:
  
نعم للصحة والحيوية ولا للضعف والوهن، التركيز على رعاية أجسادنا والحفاظ عليها وكيفية احترام النفس وتقديرها
إن هناك اكثر من سبيل للوصول إلى تلك الأهداف أهمها حسن معاملة أطفالنا وشبابنا ،  كما يجب إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم وتحقيق استقلالهم الذاتي. كما على الأسر أن تشاركهم في النشاطات المختلفة وأن تشعر أبناءها بالانتماء والولاء، وعلى الآباء أن يشاركوا الهيئة التربوية وضع التصورات العملية المختلفة لحل المشاكل في حينها، وعلى المدى البعيد، ومن المهم أيضا على الآباء أن يكونوا للجيل الجديد قدوة حسنة

كيف نساعد مدمن استنشاق المذيبات؟ 

 
من المهم جدا أن نعرف أن معظم الأطفال والمراهقين الذين يستنشقون المذيبات يفعلون ذلك مرارا دون علم أولياء أمورهم
إذا حدث واكتشفت أن أحد أبنائك أو من هم تحت رعايتك يستنشق بالفعل تلك المذيبات؟ فعليك بالهدوء والحديث المتأني المتعقل عن كل أخطار المشكلة، دون وعظ أو تشنج
  إن إدمان الأطفال و المراهقين للمواد الطيارة يرجع
لعديد الأسباب و المحددات
  ألإحساس بالوحدة
  نزوة مراهقة 
  إحساس قاس بعدم الثقة بالنفس،
  اضطراب عائلي، ببيت مفكك وأسرة مبعثرة   
  مشكلات لا حصر لها مع المدرسة والمدرسين.
إن مساعدة طفلك خلال مرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة ليست عملية سهلة، كثير من الأهل يقومون بها بشكل رائع وتلقائي،
 لكن لا خجل من طلب المشورة والعون من المختصين مثل الأخصائيين الاجتماعيين، والمرشدين النفسيين، ورجال الدين والأطباء، كلهم يمكنهم مساعدتك في تناول مشكلات المراهقة المختلفة بحرص وأناة 
إذا كانت هناك مجموعة من المراهقين تستمتع بعملية استنشاق المذيبات كجماعة فمن المفيد جدا توفير البديل الذي يمتص طاقتهم مثل الرياضة البدنية وألعاب شغل أوقات الفراغ ذهنيا وبدنيا، بمعنى آخر يجب أن يكون البديل أكثر روعة وقوة من ذلك التأثير الزائف لاستنشاق الغازات والمذيبات
الإدمان مشكلة اجتماعية في المقام الأول، لهذا يجب أن يكون للأسرة و العائلة دور إيجابي في عملية الوقاية، العلاج، والتأهيل
من المهم أن يعرف الذين وقعوا في شرك استنشاق المذيبات - بنوعياتها المختلفة - درجة خطورة كل منها وكيف يحدث الانسمام
من المفيد عدم التركيز على عملية الاستنشاق في حد ذاتها بالنسبة لهؤلاء الذين تورطوا فيها لمدة طويلة، بل يجب التركيز على المشكلات والمصاعب التي يعاني منها المدمن؟
ففي أحيان كثيرة يكون حل تلك المشاكل هو التقليل من مخاطر استنشاق المذيبات، على أن تسدي النصائح لهؤلاء المتورطين بكيفية تجنب تدمير صحتهم العامة (مثل تجنب استخدام الأكياس البلاستيكية على الرأس - وتجنب استخدام غاز القداحات وعدم الاستنشاق وحيدا (وفي أماكن خطرة



طا رق القسنطيني
استاذ في  علم  الاجتماع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق